{إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا (15) فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا (16)}{إِنَّآ أَرْسَلْنَآ إِلَيْكُمْ رَسُولاً} خطاب لجميع الناس، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى الناس كافة، وقال الزمخشري: هو خطاب لأهل مكة {شَاهِداً عَلَيْكُمْ} أي يشهد على أعمالكم من الكفر والإيمان والطاعة والمعصية، وإنما يشهد على من أدركه لقوله صلى الله عليه وسلم: أقول كما قال أخي عيسى: {وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ} [المائدة: 117] {كَمَآ أَرْسَلْنَآ إلى فِرْعَوْنَ رَسُولاً} يعني موسى عليه السلام وهو المراد بقوله: {فعصى فِرْعَوْنُ الرسول} فاللام للعهد {فَأَخَذْنَاهُ أَخْذاً وَبِيلاً} أي عظيماً شديداً.